فاعلية التعلم القائم على المشروعات الإلکترونية التشارکية باستخدام تطبيقات جوجل التفاعلية فى تنمية مهارات إنتاج الألعاب التعليمية الإلکترونية لدى طلاب الدراسات العليا بکلية التربية

إن التقدم العلمى الذى حدث فى مجال تکنولوجيا المعلومات والاتصالات وظهور شبکات الويب وتغير أدواتها من جيل الى آخر، وتعدد الخدمات والتطبيقات التى تقدمها جوجل فى العملية التعليمية أدت الى ظهور أنماط وأساليب جديدة فى التعلم تعتمد على نشاط المتعلم وفاعليته، وهذا يتطلب تهيئة مناخ تعليمى مناسب يسعى لاستغلال الإمکانات الحديثة بهدف تحسين المتغيرات المستقبلية لمنظومة التعليم.
   ونتج عن ذلک ظهور استراتيجيات تعليمية وأساليب تعلم فى أنظمة التعليم الإلکترونى تتميز بأنها تشجع على التفاعل والمشارکة والمنافسة، وتنقل محور التعلم من حول المعلم والمحتوى إلى التعلم المتمرکز حول المتعلم وعلى أنشطة المتعلمين، حيث يشير الغريب زاهر(2009، 296) إلى أن أصبح نجاح التعليم الإلکترونى لا يتوقف على نوعية الأدوات والخدمات الإلکترونية المتاحة بقدر ما يتوقف على تحديد الاستراتيجيات التعليمية المستخدمة لإحداث التعلم، وعلى تحديد الوسائل التکنولوجية المستخدمة فيها لنقل وتوصيل محتوى التعلم للطلاب.
   وتعد استراتيجية المشروعات الالکترونية أحد المداخل التعليمية التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة، والتي أکد وليد الحلفاوى (2011 ،73) على أنها تدفع المتعلمين إلى العمل والتعاون واکتساب الخبرات التعليمية، وتتيح الفرصة للمتعلمين لتحقيق ذاتهم من خلال اعطائهم مشروعات إلکترونية تشارکية.
   ويرکز التعلم القائم على المشروعات الإلکترونية التشارکية على ممارسة المتعلمين لمهمات تعليمية أو تربوية محددة في مجموعات صغيرة عند تنفيذ خطط المشروعات التعليمية فى بيئات مرنة ومحفزة على التعلم وغنية بمصادر تعلم الکترونية(Doppelt, 2003, 257).
    ويتجاوز التعلم القائم على المشروعات الإلکترونية التشارکية فکرة اثارة اهتمام المتعلمين وتحفيزهم للتعلم عبرالانترنت إلى کونه عملية تعليم وتعلم منظمة ومخططة ومدروسة تتمحور حول فاعلية أعضاء مجموعة العمل ومشارکتهم فى تنفيذ جميع الأنشطة والمهام الخاصة بالمشروع التعليمي، مما يسهم فى التغلب على الصعوبات التى تواجه تنفيذ مهارات التعلم بالمشروعات فى البيئات التعليمية التقليدية (Mcvaylyne& Roeckor,2007)
وأضاف عبد العزيز طلبة (2010) أن استراتيجية المشروعات الإلکترونية من أنسب الاستراتيجيات التى يمکن استخدامها فى تدريب واعداد الطلاب، حيث تتميز بامکانية توظيف واستخدام أدوات التفاعل الإلکترونى عبر الويب لتحقيق التعاون والمشارکة فى تنفيذ هذه المشروعات، والاستفاده من کافة المصادر الإلکترونية المتاحة عبر الويب فى الحصول على المعلومات وتبادلها الکترونيا بين الطلاب وبعضهم البعض.
وتطبيقات جوجل التفاعلية تعد من أبرز أدوات الانترنت التي يمکن تفعيلها في العملية التعليمية، حيث أنها تقدم حلولا واسعة في مجال تقنية المعلومات، من خلال ما توفره من الأدوات والخدمات والتطبيقات التى تساعد على التواصل والتشارک والتفاعل.
حيث تشمل خدمات ومنتجات جوجل محرکات البحث وأدوات الاتصال والنشر والبرمجيات المتکاملة والمنتجات المتخصصة بسطح المکتب والهواتف الذکية وغيرها، ونظرا لتعدد هذه الأدوات والخدمات فيمکن استخدامها وتوظيفها لخدمة العملية التعليمية لتعزيز ادوات التواصل والمشارکة (Blacklock & Lilienthal , 2017).
ويضيف ميجان واليزابيس (2015)Megan anel Elizabeth أن تطبيقات جوجل التفاعلية عملت على تدعيم عملية مشارکة الطالب داخل العملية التعليمية، مما ساعد على تعزيز التعلم التشارکى، حيث انها تعطى للمتعلمين فرصة حقيقية لممارسة تطبيق النظرية وممارسة العمل الجماعى، والحصول على ردود فعل من أقرانهم الطلاب فى ذات الوقت، کما أنها تسمح للطلاب بالتفاعل مع المعلمين والأقران، کما تعمل على توفير بيئة تعليمية تفاعلية تناسب العديد من أنماط تعلم الطلاب.
وتتسم تطبيقات جوجل التفاعلية بمجموعة من الخصائص والسمات التى تميزها عن غيرها من التطبيقات التى تتمثل فى قدرتها على تنظيم وادارة المحتوى عبر الانترنت، وتتيح امکانية إرسال واستقبال الأنشطة بين المتعلمين وبين معلميهم فى اى وقت ومن أى مکان، مع توفير بيئة تعليمية إلکترونية آمنة ومجانية تناسب کلا من المعلمين والمتعلمين، کما تعمل على زيادة دافعية المتعلمين نحو عملية التعلم.(Pappas,2014 ,Hartnett &Koury ,2012, Ktoridou & Nikleia ,2013)
لذلک سعت  الباحثة فى هذا البحث إلى معرفة کيفية توظيف تطبيقات جوجل التفاعلية فى تصميم وإنتاج بيئة تعلم قائمة على استراتيجية المشروعات الإلکترونية والتى سوف تزيد من فاعلية تلک البيئة بحيث يسهل على الطلاب المشارکة والتفاعل من خلال تلک التطبيقات والاستفادة من خصائصها ومميزاتها لأداء المشروعات الإلکترونية التشارکية المکلفين بها.
وتعد الألعاب التعليمية الإلکترونية مدخلا أساسياً لنمو الطلاب من الجوانب العقلية والجسمية والاجتماعية والأخلاقية والانفعالية والمهارية واللغوية کما تسمح باکتشاف العلاقات بينها وهى عامل أساسى ورئيسى فى تنمية التخيل والتفکير بأشکاله المختلفة، ويسمح بالتدريب على الأدوار الاجتماعية (محمد الحيلة، 2007، 22)  .