تفعيل دور کلية التربية فى تنمية ثقافة التربية من أجل المواطنة العالمية لدى الطلبة المعلمين فى ضوء التحديات العالمية المعاصرة

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

تفرض التحديات العالمية المعاصرة  وآثارها المتعددة على مبادئ المواطنة ، ضرورة اتخاذ الجامعات موقف حيالها ، باعتبارها الأساس فى بناء المجتمع  فکريا  واجتماعيا ، بصفة عامة ، وفى بناء أجيال قادرة على المواجهة بصفة خاصة ، وهو الأمر الذى يفسح المجال أمام تحرک نشط وفاعل لاکتساب الطلاب المعارف والمهارات والمواقف الملائمة  لمبادئ المواطنة ، بما يحقق توعية الطلاب بمبادئ المواطنة فى ظل التحديات والتغيرات العالمية .
         وفى ظل المفهوم الجديد للعولمة ، وما أتت به من تحولات  سياسية واقتصادية وثقافية ، وعلمية وتقنية ،  فقد أصبح العالم الوطن  الأکبر ، أو القرية  الکونية التى نسکن فيها ، ومن ثم ظهر ما يسمى بالمواطنة العالمية ،  والمواطنة بمعناها العالمى  لها قيمها ، فهى تتطلب السلام والتسامح الإنسانى واحترام الثقافات الآخرين وتقديرها ، والتعايش مع کل الناس ، والتعاون مع هيئات ونظم وجماعات ، وأفراد فى کل مجال حيوى کالغذاء والأمن والتعليم والصحة ، وهى لاتلغى المواطنة القومية فکلاهما يعاضد الاخر .( 1 )
    وقد نشأت فکرة المواطنة العالمية  من أن هناک مصالح مشترکة لکل البشر مثل حماية النظام الأيکولوجى لکوکب الأرض ، ووقف انتشار الحروب المحلية ، وحماية حقوق الإنسان ، ونشر السلام العالمى ، وغيرها من القضايا . وبالتوازى مع الدولة القومية يجب أن ينخرط المواطن العالمى فى المشارکة .  (2)
        وارتبط سياق نشأة هذا المفهوم باتساع الاعتماد المتبادل بين بلدان العالم اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً بسبب زيادة التبادل التجاري والهجرة والاتصال الدولي وغيره.  ويرکز تعليم المواطنة العالمية على الوظائف الأساسية للتعليم ذات الصلة بتشکيل المواطنة وعلاقتها بالعولمة من خلال إعداد الشباب للتعامل مع النظام العالمي . وذلک من خلال تطبيق منهج متعدد الأبعاد على مستوى المفاهيم والنظريات، يتضمن تعليم حقوق الإنسان وکيفية بناء السلام والتنمية المستدامة وغيرها من المفاهيم.  (  3  )  
      وتعتبر  تنمية قيم المواطنة العالمية لدى الطلاب إحدى سبل مواجهة تحديات القرن الحادى والعشرين ، وذلک لأن إکسابهم قيم المواطنة يعد الرکيزة الأساسية للمشارکة الفعالة فى إحداث التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لکل من الفرد والمجتمع . ولأن المواطنة تعکس معانى  الکفاية الفردية و المسئولية الاجتماعية  . فالکفاية الفردية ترتبط بمنزلة الفرد ومکانته فى النسيج المجتمعى ، ومساهمته فى تحقيق أهداف التنمية ، أما المسئولية الاجتماعية  فترتبط بمدى استجابة الإرادة الفردية للعمل وفق ما يتطلع إليه المجتمع . ( 4 )  
        وحتى تکون المواطنة  العالمية مبنية على وعى لابد أن تتم بتربية مقصودة تشرف عليها الدولة ، ويتم من خلالها تعريف الطالب  بمفاهيم المواطنة العالمية  ومبادئها وخصائص المواطن العالمى  ، ولعل ذلک يمثل أحد أهم أدوار الجامعة  فى الوقت الراهن .   ( 5) 

الكلمات الرئيسية