الدعم الاجتماعي المُدرَک وعلاقته بالمرونة النفسية لدى المراهقين مرضى الربو

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

أصبحت الأمراض المزمنة مصدر معاناة وتهديد للفرد والمجتمع، إذ شهدت السنوات الأخيرة تفاقم خطرها، ولاسيما تلک الأمراض التى ترافق المريض طوال حياته، وهو ما يجعل التعايش معها تحدياً کبيراً (عثمان يخلف، 2001: 19).
وتعتبر مرحلة المراهقة من المراحل النمائية التى يتعرض فيها الفرد لکثير من التغيرات الفسيولوجية، والجسمية، والانفعالية، والعقلية، والاجتماعية التى تجعله يواجه الکثير من المشکلات النفسية، والإضطرابات الانفعالية (Nickl, 2006: 82).
وإذا کانت المراهقة فترة صعبة من الناحية الجسمية والنفسية، فإنها فى غاية الصعوبة بالنسبة للمراهق الذي يعاني من الأمراض المزمنة. فلابد أن نتوقع أن المراهق سيبالغ فى الإستجابة للمرض، فيضيق المراهق بالقيود الاجتماعية التى يفرضها عليه المرض مثل تقيده بنظام غذائى معين، وعدم قدرته على أن يکون مع رفاقه لفترة طويلة، فى حين أن المرضى الأکبر سناً يخضعون لکل هذه القيود عن طيب خاطر (مصطفى حسن أحمد، عبلة إسماعيل أحمد، 1991: 107).
ويُعد مرض الربو من أکثر الأمراض المزمنة انتشاراً على نطاق واسع خاصةً بين الأطفال والمراهقين، إذ يعاني حوالي 334 مليون شخص من مرض الربو فى جميع أنحاء العالم (Asher & Pearce, 2014: 1269).
کما أکدت دراسة العنزى، إبراهيم بهادير، عبد الهادى الغامدى، محمد المطيرى، الزايد، العمودى، وأسامة شحاتة (Alanazi, Ibrahim Bahadir, Abdulhi Alghamdi, Mohammed Almutairi, Alzayed, Al Amoudi, ... & Osama Shahadah, 2018 : 1159) على انتشار مرض الربو بشکل متزايد ومستمر بين المراهقين فى کل من الدول المتقدمة والنامية ولاسيما فى الآونة الأخيرة، ولقد أوصت تلک الدراسة بضرورة الاهتمام بجلسات التثقيف الصحى من أجل زيادة الوعى العام لدى مرضى الربو، فضلاً عن التأکيد على أهمية الحصول على مختلف الرعاية الطبية أثناء نوبات الربو خاصةً فى مرحلة المراهقة.
ويذکر سرى محمد رشدى برکات (2016: 124) بأنه يمکن التحکم بمرض الربو عن طريق تجنب العوامل المثيرة لنوبات الربو، ويتم ذلک عن طريق معرفة المريض لکيفية تجنبه للأثر الناتج عن تناول الأدوية، وأن يکيف المريض نفسه مع العلاج والجرعات المطلوبة حسب إرشادات الطبيب.
ولقد حظي الدعم الاجتماعى باهتمام کبير من قبل العديد من الباحثين لما يلعبه من دور مهم فى التخفيف من الضغوط والمعاناة التى يشعر بها المريض. وفى ذلک يوضح عثمان يخلف (2001: 137) بأن الدعم الاجتماعى يُنظر إليه بإعتباره متغير نفسي اجتماعى صحي، فقد أثبتت بعض الدراسات بأنه ساعد بعض المرضى على الشفاء من أمراضهم التى يعانون منها، فالأفراد الذين يتلقون قدراً کافياً من الدعم الاجتماعى تنشط لديهم فعالية الجهاز المناعى مما يساعدهم على مقاومة بعض الإضطرابات الجسمية، وذلک عکس الذين يعانون من الوحدة والعزلة وقلة العلاقات الاجتماعية، فهم بذلک عرضة لمختلف الأمراض، ومن ثم يجدون صعوبة فى مقاومة الأمراض والتماثل نحو الشفاء.
ومن زاوية آخرى؛ فإنه لا يمکن الحديث عن المرونة النفسية بمعزل عن التعرض للضغوط أو الصدمات أو الأحداث الضاغطة. فقد أشار جولدشتين وبروکس (Goldstien & Brooks, 2005: 3) إلى أن الاهتمام بدراسة المرونة النفسية وتنميتها يستند إلى مسلمة مفادها "أنه لا يوجد أحد لديه مناعة ضد الضغوط فى بيئة مليئة بالتوتر" هذه البيئة يجب تهيئتها لإعداد الأطفال لکي يصبحوا راشدين فاعلين فى المجتمع.

الكلمات الرئيسية