تقويم الأداء التدريسي لمعلمي العلوم الشرعية بالمرحلة الثانوية بمحافظة عفيف في ضوء مهارات التدريس المتمايز

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

يشهد العالم مع بداية الألفية الثالثة تحديات عظمى فرضتها مجموعة من المتغيرات، ويأتي في مقدمة هذه المتغيرات تزايد حجم المعرفة وتضاعفها. لذا أصبح من الضروري أن يواکب هذه التحديات إصلاحات في الميدان التربوي، حيث إن التربية هي الأداة التي تبني الفرد القادر على مواصلة التعليم والتعلم. ونتيجة لذلک احتل التطوير والإصلاح التربوي مرکز الصدارة في فکر التربويين وضمن أولوياتهم..
ويرى الزنيدي (2014م) أن معلم العلوم الشرعية يحمل على عاتقه رسالة عظيمه، فينبغي أن ينظر إلى دوره في تدريس العلوم الشرعية على أنه رسالة کريمه، وأمانه شريفه، وليس وظيفة مقابل أجر، حيث يقوم بتعليم الطلاب مبادىء التربية الإسلامية التي لا تقوم الحياة السعيدة إلا بها، وهو مرشد وموجه ومصلح وداعية للخير والصلاح قبل أن يکون معلمًا في الصف الدراسي، وکفي معلم العلوم الشرعية شرفًا أنه يُعلّم الطلاب کتاب الله وسنة رسوله محمد ﷺ (ص19).
ومع إيمان، وقناعة التربويين بأهمية جعل الطالب محور العملية التعليمية، إلا أن السلوکيات والممارسات التنفيذية في المدرسة، وفي الفصل لا تتفق مع هذه القناعات تمامًا، ولذلک جاءت نظرية تنويع التدريس (التدريس المتمايز) التي تبدأ مع الطالب من حيث هو، أي من حيث استعداده لدراسة الموضوع المطروح، ومن حيث دوافعه، واهتماماته، وميوله نحو هذا الموضوع، وترسم عدة مسارات متنوعة تُمکن کل طالب أن يتخير من بينها المسار الذي يتلاءم مع استعداده، وقدراته، وميوله، ومن خلاله يُحقق الأهداف المنشودة (کوثر کوجک، 2008م، ص 75).
ويُشير الحليسي (1433ه) إلى أن التدريس المتمايز يُحقق العديد من الميزات في العملية التعليمية؛ حيث يُسهم هذا النوع من التدريس في تأهيل المعلمين لفتح فرص تعلم لجميع  طلابهم  وذلک بتوفير تجارب تعّلم مختلفة، کما يُراعي إشباع وتنمية الميول، والاتجاهات المختلفة للطلاب مما يُعزز مستوى الدافعية ويرفع مستوى التحدي لديهم للتعلم، ويُساعدهم على تنمية الابتکار ويکشف عما لديهم من إبداعات، بالإضافة لذلک فإن التدريس المتمايز يقوم على التکامل بين الاستراتيجيات  المختلفة للتعليم من خلال استخدام أکثر من استراتيجية في أثناء التدريس، کما يُحقق مبدأ التعلم الفعال، ويُلبي متطلبات المنهاج الدراسي بطريقة ذات معنى لتحقيق نجاح الطلاب (ص27).
ويؤکد صبري والرافعي (2003م) أن عملية التدريس ترتبط ارتباطًا وثيقًا بعملية التقويم، وهذا الارتباط لا يأتي من کون التقويم خطوة مهمة لا تکتمل منظومة التدريس بدونها فحسب، فالتقويم يُعد عملية تشخيصية وعلاجية تکشف عن أداء المعلم وفعالية تدريسه عن طريق تحديد عناصر الضعف في هذا الأداء ومعالجتها، وتحديد نقاط القوة وتعزيزها، وهذا من شأنه أن يُسهم في تطوير أداء المعلم وتحسينه، ومن ثم تحقيق الأهداف الرئيسة لعملية تقويم المعلم