الذکاء الحياتي ومعـوقاته لدى المعلمين الأوائل بمرحلة التعليم قبل الجامعي

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

-

المستخلص

تناول عدد کبير من الدراسات والکتب مفهوم الذکاء، فقد استقطب هذا المفهوم اهتمامات العلماء من شتى الميادين منذ أکثر من قرن من الزمان, إلا أن النقطة بالغة الأهمية هي الترکيز على الفرق الأساسي بين المفاهيم التقليدية والمفاهيم الأحدث للذکاء. وما زلنا نطالع نظريات جديدة إلى الآن، وأُطلق على الذکاء مسميات عديدة منها الذکاء العام والذکاء الأکاديمي والذکاء الموسيقى والذکاء اللغوي وغيرها، وهى جميعها تعبر عن الذکاء کما يقاس باختبارات الذکاء التقليدية، ويأخذ الباحث بمسمى الذکاء الحياتي باعتباره أکثر المسميات دلالة على قدرة الفرد على التطبيق والتوظيف للقدرات ووضع الأشياء حيز التنفيذ فى الحياة العملية ومواجهة المشکلات الحياتية.
    ولم يعد الاهتمام بالنظرة التقليدية التي تتناول موضوع الذکاء قاصراً على المنظور المعرفي فقط, إذ وجد علماء النفس أهمية لبعض الجوانب الأخرى مثل الجانب الاجتماعي والجانب الوجداني/الانفعالي والجانب العملي وأساليب التفکير للإنسان نظرا لزيادة تأثيرها في حياته اليومية کما أنها لا تنفصل عن التفکير، ومن ثم أصبح هناک اقتناع تام بعدم وجود الازدواجية القديمة بين العقل وتلک الجوانب، کما أن هناک شبه إجماع على أن الاختبارات التقليدية للذکاء لن تعطي صورة متکاملة عن سلوک الفرد ولا تمکننا من التنبؤ بنجاحه في حياته بصفة عامة، ولقد ظهرت الکثير من التساؤلات التي دعت إلى أهمية الربط بين الجانب المعرفي والجوانب الأخرى منها أنه قد تجد شخصا نسبة ذکائه العقلي مرتفعة ولکنه غير ناجح في حياته وشخص آخر نسبة ذکائه متوسطة ولکنه ناجحاً في حياته، وقد تجد أيضا مجموعة من الأشخاص متساوين في نسبة الذکاء العقلي ولکن معدلات أدائهم غير متساوية، کل هذا قد دفع علماء النفس إلى البحث عن عنصر أو مجال لم تتم دراسته وفحصه أو اختباره من قبل، أو أن تکون النظريات التقليدية قد تجاهلته وعن طريقه يمکن تفسير کل هذه التناقضات ألا وهو الذکاء الحياتي.