تصميم بيئة تعليم إلکترونية مدمجة بتکنولوجيا الواقع المعزز لتنمية الانتباه البصري لدي التلاميذ المعاقين عقلياً القابلين للتعلم.

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلفون

1 المعيدة بقسم تکنولوجيا التعليم کلية التربية - جامعة المنصورة

2 أستاذ تکنولوجيا التعليم المساعد کلية التربية ــــــ جامعة المنصورة

3 أستاذ المناهج وطرق التدريس المساعد - کلية التربية ــــــ جامعة المنصورة

4 أستاذ تکنولوجيا التعليم المساعد - ومدير مرکز تکنولوجيا التعليم بالجامعة

المستخلص

    وقد نالت قضية دمج التعليم الإلکتروني في تعليم المعاقين بشکل عام والمعاقين عقلياً القابلين للتعلم بشکل خاص اهتماماً کبيراً علي المستوي الدولي والمحلي. فقد أوصت العديد من المؤتمرات بضرورة الاهتمام بتعليمهم من خلال إعداد المناهج وفقاً لأحدث تطبيقات التقنية بما يتناسب مع احتياجاتهم وخصائصهم المختلفة (سماح مرزوق،2010؛ مصطفي القمش، 2011).
     ونظراً لطبيعة الإعاقة العقلية فإن التعليم المدمج بمزاياه المتعددة والمختلفة يعد من أفضل الطرق التي تساعدهم علي التعلم النشط المتقن وذي معني، وخاصة عند استخدامه بطريقة تُراعي طبيعة الإعاقة التي يعانوا منها مما يولد شعوراً بالرغبة في التعلم.
    ولقد حظي التعليم المدمج بکثير من الاهتمام في الآونة الأخيرة، فيعد مدخلاً مرناً يسمح بتقديم الدعم والتشجيع والتفاعل وجهاً لوجه، وکذلک تقديم الفرص أمام الطلاب للتعلم بشکل مستقل، فضلاً علي أنه يُحول التعلم من التمرکز حول المعلم إلي التمرکز حول المتعلم، مما يشجع الطلاب علي تحمل مسئولية تعلمهم بأنفسهم(Boyde, 2012,40-53; Walsh,2013) .
    ومن التقنيات الحديثة التي يمکن توظيفيها داخل بيئات التعليم المدمج الواقع المعزز، فيمکن توظيفه في العملية التعليمية، بهدف تقديم المساعدة إلي المتعلمين، ليتمکنوا من التعامل مع المعلومات وإدراکها بصريا. کما يمکن أن يمدهم بطرق مختلفة لتمثيل المعلومات وإختبارها بشکل ديناميکي وسريع وسهل. کما أنها توفر تعليما مجديا (Kipper & Rampolla, 2013).
    ويترجم الواقع المعزز النظرية البنائية إلي واقع ملموس يمکن تطبيقه. فالواقع المعزز يعمل علي سد الثغرة بين التعليم النظري والتطبيقي، ويعمل علي دمج الواقع الحقيقي والافتراضي معاً، وذلک وصولاً لتحقيق أهداف التعلم الإلکتروني ومتطلباته (عمرو درويش،2017، 207).
    ومن خلال توظيف الواقع المعزز في العملية التعليمية يتم تقديم المساعدة إلي الطلاب ليتمکنوا من التعامل مع المعلومات وإدراکها بصرياً بشکل أسهل وأيسر، وتمدهم بطرق مختلفة لتمثيل المعلومات واختبارها بشکل ديناميکي وسهل (Catenazz & Sommaruga, 2013, 12).
     من الدراسات التي أکدت علي فاعلية الواقع المعزز في تقديم المحتوي التعليمي لذوي الاحتياجات الخاصة (Don McMahon, David Cihak & Rachel Wright, 2015؛ سامية جودة، 2018).
    وبناءً علي ما توصلت لها نتائج هذه الدراسات، وما أوصت به العديد من المؤتمرات، قامت الباحثة بتوظيف الواقع المعزز في بيئة تعليم إلکترونية مدمجة للتقليل من الأثار السلبية التي تترکها الإعاقة علي جميع جوانب النمو کافة، والجانب المعرفي بشکل خاص مع الترکيز علي الانتباه.
    ويمثل الانتباه العملية الأولي في اکتساب الخبرات التربوية، من خلال ترکيز حواس التلميذ علي ما يُقدم له في حجرة الفصل الدراسي من معلومات ومهارات (الفرحاتي محمود، وأحلام حسن،2008، 18).
    ولذا تکمن أبرز التحديات التي تواجه تعليم المعاقين عقلياً القابلين للتعلم في مدي قدرة المعلمين علي جذب انتباه التلاميذ إلي موضوع التعلم، وتَمَکُنهم من تعزيز استجاباتهم لتکون دافعاً للتحصيل والتعليم، الأمر الذي يؤدي إلي تفعيل قدراتهم الذاتية وتحقيق أهداف التعليم (وائل مسعود، 2006).
    ومن ثم فهناک حاجة ماسة إلي ما يثير انتباههم من الخارج ويجذبهم إلي التعلم بالنماذج والصور والأشکال والاعتماد علي النشاط مع استخدام التعزيز وتقليل المثيرات المشتتة التي ليست لها علاقة بالموقف التعليمي المعروض (عبدالمطلب القريطي،2005، 22).
    يتضح مما سبق مدي حاجة التلاميذ المعاقين عقلياً القابلين للتعلم لتنمية الانتباه البصري، ويمکن ذلک من خلال توظيف بيئة تعليم إلکترونية مدمجة قائمة علي تکنولوجيا الواقع المعزز.