بعض العوامل التي تؤثر على الإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية

يعد عضو هيئة التدريس بالجامعة المحور الأساسي للعملية التعليمية، کما أنه من أهم مصادر الثروة ودعائم القوة في الجامعة والمجتمع، ومن ثم يجب التعرف على إنتاجيته وقياسها، فالإنتاجية العلمية والنشاط البحثي تعتبر بمثابة الطاقة الفاعلة التي يجب استثمارها والاهتمام بتوجيهها لخير الفرد وتطور الجامعة وتقدم المجتمع.(محمد، 2015).
ومن أهم الدراسات التي تناولت الإنتاجية البحثية لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات: دراسة الحديثي (2007، 180) حيث توصلت هذه الدراسة إلى عدة نتائج منها: أن الإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس (مرتفعة في التدريس، ومتوسطة في البحث العلمي، ومنخفضة في خدمة المجتمع)، وأن الإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات العربية منخفضة حيث أن متوسط الإنتاجية العلمية لعضو هيئة التدريس في العام الواحد تقدر بحوالي (0.216 کتاب، 1.15 بحث)، وأن العوامل التي تؤثر على الإنتاجية العلمية وهي (العوامل الشخصية، الأکاديمية، المجتمعية) کلها عوامل تخفض من هذه الإنتاجية.
هذا على مستوي الجامعات العربية أما في الجامعات المصرية فقد أکدت بعض الدراسات أن الإنتاجية البحثية لأعضاء هيئة التدريس بهذه الجامعات متدنية ومن هذه الدراسات: دراسة غنايم وأبو کليلة (1999، 207-217) والتي تم تطبيقها على جامعة المنصورة، حيث توصلت هذه الدراسة إلى عدة نتائج منها: أن الإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس بجامعة المنصورة (متواضعة في التدريس، متوسطة في البحث العلمي، منخفضة في خدمة المجتمع)، وأن الإنتاجية العلمية في مجال الکتب والبحوث متواضعة، حيث بلغ متوسط إنتاجية عضو هيئة التدريس (کتاب واحد کل عشر سنين من الکتب المؤلفة – کتاب واحد کل خمسين سنة من الکتب المترجمة – 4 بحوث کل خمس سنين أي أقل من بحث في العام – رسالتين کل خمس سنين أي 0.4 رسالة في العام).
وتتأثر الإنتاجية البحثية لأعضاء هيئة التدريس بالعديد من العوامل فهي ليست حصيلة عامل واحد وإنما هي انعکاس لتفاعل عوامل عديدة، وهذه العوامل مترابطة ومتداخلة إلى حد کبير ومعرفة هذه العوامل يساهم إلى حد کبير في تشکيل إطار عام يمکن من خلاله النظر في الإنتاجية البحثية لأعضاء هيئة التدريس ومن ثم العمل على زيادتها (المالکي، 2018، 182).
وأحد هذه العوامل المؤثرة على الإنتاجية البحثية لأعضاء هيئة التدريس هو الاجتماعات العلمية التي يشارک بها أعضاء هيئة التدريس، "وهناک العديد من التصنيفات لتلک الاجتماعات ولکن هذه التصنيفات نظرت إلى الاجتماعات من زاوية واحدة ووفقًا لطبيعة معينة، ولذا صنفت الاجتماعات وفقًا للصلاحية ووفقًا للزمن، ووفقًا للنظم والإجراءات، ووفقًا للموقع، ووفقًا للمستوي، ووفقًا للرسمية وغيرها، ويعني ذلک أن الاجتماعات تتنوع بتنوع معايير تقسيمها". (إبداح، 2013، 17).
وتأسيسًا على ما سبق يمکن تحديد مشکلة الدراسة الحالية في أنه: هناک اجتماعات علمية کثيرة (على مستوي مجلس القسم- اللجان المنبثقة عن مجلس الکلية- اللجان المنبثقة عن مجلس الجامعة- المشارکة في المؤتمرات والندوات العلمية- المشارکة في اللقاءات العلمية- المشارکة في الحلقات النقاشية- المشارکة في الجمعيات العلمية) يحضرها کثير من أعضاء هيئة التدريس، وغالبًا ما تنعکس على إنتاجيتهم البحثية، وهو ما تحاول الدراسة الحالية البحث عنه.
ومن ثم يمکن التعبير عن مشکلة الدراسة في التساؤلات الآتية:
1- ما الإطار المفاهيمي للإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس؟
2- ما العوامل التي تؤثر على الإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية؟
3- ما مدي اختلاف إنتاجية أعضاء هيئة التدريس العلمية باختلاف عوامل (الدرجة العلمية- النوع- التخصص العلمي)؟
4- ما المتطلبات اللازمة للتقليل من العوامل التي تؤثر على إنتاجية أعضاء هيئة التدريس العلمية؟