بعض معوقات التنمية المهنية لأعضاء المجتمع المدرسي بمدارس الحلقة الأولى من التعليم الأساسي وکيفية مواجهتها في ضوء معايير الجودة والاعتماد

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

-

المستخلص

تعد التنمية المهنية للمجتمع المدرسي الدعامة الرئيسية التي تکسبهم المهارة والمعرفة والکفاية والانتقال على وضع أفضل باستخدام التکنولوجيا الحديثة والمعاصرة، فهي عملية إنسانية اجتماعية تستهدف الإنسان وتعتمد عليه وتؤثر فيه وتتأثر به، کما أنها عملية منظمة ومستمرة تکسب الفرد مجموعة من المهارات لأداء معين ، وفي وظيفة معينة، والاحتفاظ به على مستوى عال من الخدمة المطلوبة، ويکون أکثر کفاءة ومقدرة سواء في أعماله الحالية أو التي ينتظر القيام بها، ولذلک يجب أن تتم في إطار اجتماعي تعاوني، وبموجب فلسفة واضحة ومحددة (رفاعي،2008،3).
 
وتتمثل التنمية المهنية في الأنشطة التي تصمم لکي تکسب الفرد خبرة وتنمية أفضل في مجال عمله تساعده على أداء عمله بکفاءة وفاعليةMinistry of Education, 1997, 40) ).   
والتنمية المهنية عملية يمکن تحقيقها من خلال التدريب أثناء الخدمة الذي يسعى إلى تزويد الأفراد بالخبرات والمهارات والاتجاهات والقيم داخل المؤسسات ومساعدتهم على اکتساب الفاعلية وجودة الأداء في أعمالهم الحاضرة والمستقبلية، وتحقيق النمو المهني والمستمر ومسايرة المتغيرات المعرفية والمعلوماتية في ومجالاته المختلفة، وهي عملية طويلة المدى تبدأ بعد التعيين في الوظيفة عقب التخرج وتستمر طوال سنوات عمل المهنة (رفاعي،2008،7).
ونتيجة لذلک بذلتوزارة التربية والتعليم عديدًامنالجهود؛ لإحداثالتنمية المهنية لأعضاء المجتمع المدرسي ، والارتقاء بأدائهم، ورفع کفاءتهم؛حيث استحدثت وحدات للتدريب بالمدارس عام 2000؛ بموجب القرار الوزاري رقم (254)، ثم عُدِّل بالقرار رقم (137) لسنة 2012 ؛ والذي صارت - بموجه - وحدات التدريب، والجودة مسئولة عن تنفيذ برامج التنمية المهنية على مستوى المدرسة، وترسيخ ثقافة التنمية المهنية المستدامة.(عوض، 2001، 53).
کما أنشئت  الأکاديمية المهنية للمعلمين بموجب القرار الوزاري رقم (129) لسنة 2008؛ لدعم مهنية المعلمين، وتحسين فرص التنمية المهنية المقدمة لهم، والارتقاء المستدام بمقدراتهم، ومهارتهم؛ بما يؤدي إلى رفع مستوى العملية التعليمية (جمهورية مصر العربية ،2008، مادة1)
 ولکن على الرغم من ذلک إلا أن نتائج بعض الدراسات أظهرت العديد من السلبيات المتعلقة بنظم التنمية المهنية لأعضاء المجتمع المدرسي ؛ والتي منها :(حسيني، 2008، 435-436؛ عطية، 2006، 205)
-         غياب وجود رؤية واضحة لبرامج التنمية المهنية داخل المدرسة، وعدم تلبية الاحتياجات الحقيقية للمعلمين؛ لعدم مشارکتهم في إعدادها، ولا التخطيط لها، فضلاً عن اتصافها بالنمطية، والتقليدية، وعدم إعداد الإدارة المدرسية خريطة تدريبية ؛ لتوجيه المعلمين إلى مجالات التدريب المهمة التي تعمل على تحقيق التنمية المهنية لهم.
-         قلة استمرارية البرامج التدريبية؛ لترسيخ مفهوم التنمية المهنية المستدامة، مع تباعد الفترات الزمنية بين البرنامج التدريبي، والآخر الذي يلتحق به المعلم؛ والتي قد تصل عدة سنوات.
-         ضعف مرونة نظم تدريب المعلم الحالية، وقصورها عن مواکبة التغير في الأهداف ، والوسائل، والأساليب الحديثة للتنمية المهنية للمعلم، وافتقار هذه البرامج إلى متابعة المفاهيم العلمية الحديثة، وما يصاحبها من تطبيقات.
-         برامج التنمية المهنية معدة سلفا من قبل سلطات مرکزية ، تهدف عموما إلى معالجة جوانب قصورفيأداءات المعلمين، وتمتاز بطابع العمومية؛ أکثر من عنايتها بالمشکلات المحلية التي تخص کل مدرسة، وتنفذ بخبرات خارجة عن المدرسة.
-         اقتصار معظم برامج التنمية المهنية على الترقية لوظائف أعلى.
 
ومن هنا يتطلب الأمر ضرورة وضع معايير مرنة تهدف إلى ضمان تحقيق جودة برامج التنمية المهنية، والارتقاء بمستوى النوعية إلى الأفضل، وهذا لايتم إلا بالحرص على تطبيق المعايير تطبيقاً عادلاً على کافة أطراف العملية التعليمية (أحمد، 2009،9).