التمکين الإدارى مدخل لتطوير أداء مديرى مدارس الحلقة الأولى من التعليم الأساسى بمحافظة الأسکندرية(دراسة ميدانية)

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

-

المستخلص

يشهد العصر الحالي مجموعة من التغيرات المعرفية والتطورات التکنولوجية الهائلة التي أثرت على کافة جوانب المنظمات داخل المجتمع بصفة عامة، والمنظمات والمؤسسات التربوية بصفة خاصة، التي تستوجب وجود قيادات واعية متمکنة قادرة على القيادة بفاعلية في جميع أنشطة وفعاليات المؤسسة التربوية، من أجل مواجهة هذه التحديات وتحقيق أهدافها.
ولما کان تحقيق المؤسسة التربوية لأهدافها التعليمية والاجتماعية، مرتبطًا بمدى قدرة إدارتها على أداء أدوارها الإدارية والتربوية؛ إذ أکدت العديد من البحوث التي أُجريت، عن مدى فعالية المدرسة والإصلاح المدرسي في العديد من الدول – على أن نوعية القيادة والإدارة، هي أحد المتغيرات الأکثر أهمية، وهي أبرز العوامل التي تُميز المدارس الناجحة عن المدارس غير الناجحة؛ ولأن الجانب الإداري يُعد المُحرِّک الأساسي للعملية التعليمية داخل المدرسة.(1)
وبظهور الاتجاهات الإدارية الحديثة، مثل إدارة الجودة الشاملة (TQM)، وإعادة هندسة الإدارة، وتمکين المؤسسة، لابد للمؤسسات من تبني فلسفة إدارية مختلفة، تقوم على أساس استقطاب الأفراد وتطوير أدائهم، کإعداد البرامج التدريبية، أو تمکينهم إداريًا في الوظائف التي يشغلونها، ومن ثم، تفويضهم الصلاحيات التي تتناسب ووظائفهم التي يشغلونها، لجعلهم شرکاء حقيقيين في إدارة المؤسسات وتحمل المسئوليات.(2)
ويرکز التمکين الإدارى بوصفه أحد المداخل الإدارية للتطوير والتحسين الإدارى المستمر على ايجاد الثقة بين الإدارة و العاملين، ومشارکتهم فى اتخاذ القرار، وکسر الحدود الإدارية والتنظيمية الداخلية بين الإدارة والعاملين، والاهتمام بنظم تحفيز العاملين، وتوجيههم، وغرس مبدأ ديمقراطية الإدارة، ودعم مفهوم العمل بروح الفريق و تحسين جودة الخدمة.(3)
حيث إن التمکين الإداري، يهتم بمنح المديرين فرصة الاستقلالية في أداء العمل وصنع القرار، وتجريب أفکار جديدة، وإتاحة الفرصة أمامهم للحصول على أدوات السلطة من معلومات وموارد، ومن ثم، إشراکهم في صنع القرارات المدرسية، وتحديد رؤية المدرسة وأهدافها، مع توفير المعلومات اللازمة لذلک حول حجم المدرسة، ومظاهر قوتها وضعفها، والمشکلات التي تواجهها، بما يؤدي إلى تنميتهم کقادة، ويتولد لديهم شعورًا بالکفاءة والقدرة على إنجاز مهامهم الوظيفية بنجاح، وکذلک تنمية ثقتهم بالذات وبالآخرين من مديرين ومعلمين وآباء، والعمل على تحسين أدائهم الوظيفي وزيادة فعالية الأداء المدرسي. (4)