اختيار واعداد القيادات العليا فى التعليم قبل الجامعى

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

وکيل وزارة بالمعاش ومدير عام مدارس المنصورة کولدج الدولية للغات

المستخلص

 لقد أيقنت حکومات کثيرة أهمية التعليم ودوره فى دخول بوابة القرن الحادى والعشرين, وتحدث عنه کثير من رؤساء هذه الحکومات باعتباره القوة التى ستأخذ بيد الفرد والمجتمع إلى التنمية البشرية, وحسم کثير من الصراعات السياسية, والإقتصادية, والعسکرية مع الدول الأخرى, وسرعة إعادة النظر نحو التعليم إذا واجهت الدولة أى صعوبات أو کوارث, ومثال ذلک عندما شعرت الحکومة الأمريکية بالتقدم العلمى السوفيتي فى مجال الفضاء عام 1957, أعادت تصميم وتطوير مناهج العلوم والرياضيات, وعندما شعرت بالخطر اليابانى فى بداية الثمانينيات أصدرت تقريرا " أمة فى خطر" Nation at Risk وعندما قامت روسيا بمشارکة 20 دولة لإطلاق المسبار الفضائى نحو المريخ عام 1996, ورغم فشله بادرت الولايات المتحدة باطلاق مسبارها الفضائى باثفايندر,Pathfinder  فى ديسمبر 1996 ونجح فى مهمته (على السيد الخشيبى,2012, 319)
     ومنذ فترة طويلة يشهد العالم سباقا علميا شرسا فى جميع الميادين والمجالات بل إن ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻫﻭ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ﺘﻨﺎﻓﺱ ﺘﻌﻠﻴﻤﻲ, ﻓﻠﻘﺩ ﺃﺜﺒﺘـﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﺒﻤﺎ ﻻ ﻴﺩﻉ ﻤﺠﺎﻻﹼ ﻟﻠﺸﻙ ﺃﻥ ﺁﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺒل ﻭﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ, ﻓﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﺭﻙ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ  ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ Knowledge Society ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺩﻓﻊ ﻤﻌﻅﻡ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺇﻟﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺒﻨﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘـﺔ ﻭﺍﻟﺩﻗﻴﻘـﺔ ﻟﺒـﺭﺍﻤﺞ ﺇﻋﺩﺍﺩﻫﺎ ﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻬﺎ(زينب صبره, 2008, 1715). 
     ونظرا لما يمر به العالم اليوم من تطورات سريعة وتکتلات اقتصادية متنوعة وتغيرات سياسية مدمرة, فإن المجتمع فى حاجة ماسة إلى نوعية خاصة من الأفراد يتمتعون بقدرات فائقة ويمارسون أساليب تعلم طوال حياتهم ويتميزون بمهارات حياتية عالية تجعلهم يتعاملون بايجابية ومرونة مع کل المتغيرات, ولا يحقق ذلک للمجتمع إلا تعليم متميز تنفذ فيه وتتابع خطة تعليمية قومية هادفة, إذ إن التقرير الدولى للتعليم للجميع والتى قامت به منظمة اليونسکو ( 2009, 185) يقرر أن التعليم يظل ضعيفا طالما هناک خطط تعليمية ضعيفة, يعمل على تحقيق هذه الخطة عقول وسواعد قومية بوزارة التربية والتعليم, ويتولى التوجية والقيادة فيها قادة تربويون لديهم الخبرات التربوية الطويلة المفعمة بالتدريبات والمؤتمرات واللقاءات وورش العمل المتخصصة ويتبعون أساليب قيادية ناجحة تحقق الأهداف وترفع مستوى الأداءات التعليمية. وتعد القيادة التربوية من المدخلات الرئيسة فى العملية التربوية التى تلعب دورا هاما فى صياغة وتعديل وإنجاز أهداف المجتمع وتحقيق طموحاته ، ولذا فإن العمل الدؤوب لتحسين نوعية التربية والتعليم لابد أن يواکبه إهتماما بتطوبر مفاهيمنا وممارستنا الإدارية والقيادية (تيسير الدويک، وحسين ياسين,2009 ، 2).
    يبين المرکز القومى للبحوث التربوية والتنمية (2012, 11) أن الاهتمام بتطوير أداء القيادات التربوية ضرورة حتمية يفرضها التحدي الذي نواجهه في هذه الأيام، خاصة في ظل التوجهات الحالية نحو اللامرکزية في الإدارة والمحاسبية والشفافية والحکومة الإلکترونية. وکلها أمور تحتاج إلى قادة تربويين على قدر عال من الکفاءه. وقد أدرکت الدول المختلفة أهمية القيادة التربوية في تحقيق جودة التعليم, فأولتها اهتماما کبيرا من خلال التدريب والتنمية المهنية المستمرة. ويقصد بهذه القيادات التربوية المديرون العموم ووکلاء المديريات التعليمية ومدراء المديريات التعليمية بوزارة التربية والتعليم,