مهارات ما وراء الانفعال وعلاقتها بالاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

مدرس الصحة النفسية کلية التربية ـ جامعة المنصورة

المستخلص

يعد مفهوم ماوراء الانفعال (Meta Emotion) من المفاهيم الحديثة نسبيا في مجال علم النفس، وهو يناظر مفهوم ما وراء المعرفة الذي قدمه فلافل (Flavel) في سبعينيات القرن الماضي، وفهم الفرد لانفعالاته وانفعالات الآخرين وسلوکه بما يتفق مع هذا الفهم من العوامل ذات الأهمية في التواصل الجيد مع الآخرين، وکذلک طرق التربية الحديثة.
ويعد جوتمان وهوفين (Gottman & Hooven, 1996) أول من قدَّم مفهوم ماوراء الانفعال مؤکدين أنه يشمل مشاعر الفرد وأفکاره حول الانفعال فضلا عن مشاعره المجردة حول انفعالاته الشخصية، وهما بذلک رکزا على انفعالات الفرد ذاته دون التعرض لتفاعله مع انفعالات الآخرين.
ويذکر فيراري وکويما (Ferrari & Koyama 2000.197) أن ما وراء الانفعال يشير إلى حدوث انفعال محدد على الفرد يرتبط کذلک بالتعامل مع انفعال فرد آخر يرتبط إحساس الفرد بهذا الانفعال، وأن هذا الانفعال يکون مزدوجا يرتبط، حيث يرتبط بانفعالات الفرد الإيجابية والسلبية من ناحية ومن ناحية أخرى هناک انفعالات ثانوية تتبع الانفعالات الأولية، فالقلق کانفعال ثانوي قد يتبع الغضب کانفعال أولي.
ويرى مطر (2015) أن الأفراد يتکون لديهم نتيجة تفکيرهم في انفعالاتهم مشاعر متباينة، فهناک من يشعر بالضيق وربما بالحزن من شعوره بالغضب أو من طريقة تعبيره عنه، في حين أن هناک من يشعر بالبهجة وربما بالفخر لقدرته على التعبير عن غضبه، ولذلک فکل خبرة انفعالية يمر بها الفرد ينتج عنها لديه شعور سلبي أو إيجابي نحوها نتيجة تفکيره فيها.
ويمثل الاغتراب حالة نفسية يعيشها الفرد نتيجة للظروف التي يمر بها، ويعد من المشکلات التي يجب دراستها والحد من انتشارها لما لها من آثار سلبية على الفرد ومشارکته في تنمية بلده وتطوره، وهو أحد أهم أسباب عدوانية الشباب وتمردهم على النظام وفقدهم الحس الاجتماعي والانتماء الوطني، والتبلد والسلبية واللامبالاة (عبد الله ، 2010، 10)، وغيرها من الأمراض الاجتماعية والنفسية التي قد تنعکس على سلوکيات الفرد وانفعالاته وردوده حول هذه الانفعالات.
إن المؤسسات التربوية کثيرا ما تکون أداة سلاح ذو حدين إزاء الاغتراب، إما أن يکون أداة تعميق لدى الطلاب، وإما يکون وسيلة لتوافقهم مع أنفسهم أو مع مجتمعهم، فالتعليم قد يسهم أحيانا في تعميق الاغتراب حيث يدفع الکثير من الطلاب إلى دوائر التسلط والضياع والعزلة وفقدان الهوية والانفصال عن الذات والمجتمع، وتجريد الطلاب من إنسانيتهم وتحولهم إلى أشياء مسحوقة أو سلع يطلبها أصحاب النفوذ والسطوة في المجتمع (وطفة ، 1998، 99) ومن ناحية أخرى قد يسهم التعليم في تنمية شخصية الطلاب بشکل متکامل ومتوازن ويزيد من ثقتهم بأنفسهم ويدعم قدراتهم ويزيد من ارتباطهم بمجتمعهم وانتمائهم له وتعزيز معايير المجتمع ويکون أداة للتحرير والاستقلال والتماسک الاجتماعي والوحدة بما يساعد الفرد على التحکم في انفعالاته وما يترتب على هذه الانفعالات (الرشدان، 2000 ، 66).
إن دراسة الاغتراب لدى طلاب الجامعة وعلاقته بمهارات ما وراء الانفعال لم يحظ باهتمام الباحثين، ففي حدود علم الباحثة لا توجد دراسات عربية تناولت العلاقة بين ماوراء الانفعال Meta emotion والاغتراب النفسي لدى طلاب الجامعة، والبحث الحالي بمثابة محاولة للکشف عن طبيعة العلاقة بين ماوراء الانفعال لدى طلاب الجامعة والاغتراب النفسى.