فاعلية مدخل الاستجابة للتدخل وفق عمليات التجهيز المعرفي PASS في تحسين مهارات حل المسائل اللفظية وبعض الوظائف التنفيذية لدى ذوى صعوبات تعلم الرياضيات

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

أستاذ مساعد علم النفس التربوي المرکز القومي للامتحانات والتقويم التربوي

المستخلص

يعد تعليم وتعلم الرياضيات من اهتمامات العدالة الاجتماعية وحق لجميع التلاميذ فى ضوء حقيقة أن التلاميذ الذين يفهمون الرياضيات يحصلون على فرص وخيارات وظيفية تشکل مستقبلهم، ويتخذون قرارات مستقلة فى حياتهم العامة والمهنية والاجتماعية، ويکتسبون مهارات حياتية عالمية.
ويتصف محتوى مادة الرياضيات ببنية استدلالية تسمح بعمل استنتاجات من مقدمات معطاة ومواقف تحدى يتوجه إليها التلاميذ لإيجاد حلول متعددة ومتنوعة وجديدة. وعمليات معرفية قد لا يحتاج إليها التلاميذ لتعلم محتويات دراسية أخرى، الأمر الذي يجعل هذا المحتوى من أکثر المحتويات الدراسية صعوبة في تعلمه لاسيما لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية.
وتتراوح نسبة انتشار صعوبات تعلم الرياضيات في أي مجتمع مدرسي في المرحلة الابتدائية بين 10%- 15% (Lewis & Fisher, 2016 :339) وقد تتراوح هذه النسبة بين 4-14%، وقد تصل إلى 20% (Dowker, 2009 :402-403 ;Butterworth  & Kovas, 2013 :301) وفى مصر أشارت دراسة فتحى الزيات (2008) إلى نسبة تتراوح بين (5%-15%) لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية.. ووثقت دراسات طولية أن مستوى صعوبات تعلم الرياضيات مستقر تماماً بمرور الوقت طالما لم يتم تطبيق أي تدخل علاجي مناسب لکل تلميذ، وأحياناً قد لا يتم تشخيص صعوبات تعلم الرياضيات إلا بعد سنوات من تعليم الرياضيات تزداد خلالها صعوبات تعلمها لدى هؤلاء التلاميذ مما يؤثر سلباً على نتائجهم المدرسية وعلى جدارتهم فى ممارسة الأنشطة اليومية (McCloskey, 2007  ,418)
ورغم تنامى أعداد ذوى صعوبات التعلم في مختلف نظم التعليم، فإن ممارسات مدارسنا لها تأثير إيجابي ضئيل، وأن نقص أو سوء التدخل في المرحلة الابتدائية يؤدي إلى تزايد نسبة ذوى صعوبات التعلم کماً وکيفا،ً وما يترتب علي تزاحمهم فى الفصول الدراسية ينعکس بالسلب على سير عملية التعليم.
وفى هذا الشأن يقيد الفشل المبکر في تعلم الرياضيات من قدرة التلاميذ فى التنافس على فرص وظيفية، مما جعل منظمات التعليم الوطنية مثل المجلس الوطني لمعلمى الرياضياتNCTM  والمجلس القومي للبحوث NRC تؤکد على أهمية تعليم وتعلم الرياضيات لجميع التلاميذ (Butterworth ,2005 :4) وواجهت هذه الدعوة صعوبات بسبب مواجهة العلماء تحديات في تحديد التلاميذ الذين يستوفون معايير التشخيص، بسبب أنهم يشکلون مجموعة غير متجانسة لديها صعوبات إضافية مع صعوبات تعلم الرياضيات مثل اضطراب فرط النشاط المصحوب بنقص الانتباه ADHD أو عُسر القراءة أو صعوبات المهارات الحرکية (Mazzocco, Feigenson, & Helberda, 2011) وعدم وجود إجماع بين الباحثين حول ما يشکل أساس صعوبات تعلم الرياضيات مما يجعل العلماء يواجهون تحديًا عندما يتعلق الأمر بالتمييز بين الأطفال ذوي التحصيل المنخفض فى الرياضيات وأولئک الذين يعانون من صعوبة في التعلم.