دور الحوار الأسري في تکوين شخصية الأبناء من وجهة نظر الأمهات

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

فإن التربية الإسلامية تسعى إلى تنمية الشخصية المتکاملة للإنسان (روحياً، وعقلياً، وجسمياً)، فهي علم تربوي يتميز في الغاية والمصدر، کما أنها منهج حياة شامل، ونظام تربوي متکامل (أبو عراد، 2014م، ص. 34-35).
 والأسرة تعدّ أصلح وأفضل بيئة تربوية، يمکن أن يتربى فيها الأبناء، وتعدّ السنوات الأولى التي يقضيها الابن في أحضان أسرته ذات أهمية بالغة في تشکيل شخصيته وتحديد هويته، فالأسرة لها تأثير ديني، وخلقي، وسلوکي بعيد المدى عظيم النتائج (العقيل، 2011م، ص. 128).
 والوالدان هم أساس التربية، ومما يؤکد دورهم في تربية الأبناء وتحملهم تبعات مسؤولية التربية ما جاء في الحديث الشريف، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، کمثل البهيمة تُنتج البهيمة هل ترى فيها جدعاء" (النيسابوري، 2012م، ح2658، ص. 860).
ومن هنا تعلق التربية الإسلامية آمالاً کبيرة على الوالدين داخل محيط الأسرة في تکوين شخصية أبنائهم، وإکسابهم القيم والاتجاهات وأنماط السلوک، والسمات الاجتماعية السائدة "وخاصة الأم التي لها الدور الأکبر، والحظ الأوفر في التربية، وهي الصرح الشامخ الذي يبني الشخصية أو يهدمها, شخصية الأبناء الذين هم أعظم ثروة، وأکبر رصيد يدخره الوالدان" (خوجة، 2009م، ص. 135).
وقد امتازت التربية الإسلامية بکثرة طرائقها، وتنوع أساليبها التربوية في تنشئة الأبناء وتربيتهم، "ولقد نص القرآن الکريم والأحاديث الشريفة على جملة من الأساليب التربوية التي جاء بها الدين الإسلامي منذ أول ظهوره" من هذه الأساليب الحوار التربوي الهادف (الأمين،2011م، ص. 70).
ومن هذا يتبين أن "أسلوب التربية بالحوار من أهم الأساليب المجدية، فهو أحد أرکان الفهم والإقناع عن طريق العقل والمنطق، والقرآن الکريم والسنة النبوية مليئة بالآيات والأحاديث التي قامت من هذا المنطلق

الكلمات الرئيسية