التکرار ودلالاته والتقديم والتأخير في شعر الحارث بن عباد

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

تنبه القدماء إلى ظاهرة التکرار فى اللغة ، فنجد ابن منظور فى اللسان يقول: " الکَرُّ : الرجوع ، والکر : مصدر کرَّ عليه کرًا وکُروراً وتکراراً : عطف ، کرَّرَ الشىء وکَرْ کَرة : أعاده مرة بعد أخرى ، ويُقال : کَرَّرْتُ عليه الحديث ، وکَرْ کَرْتُه إذا ردّدته عليه "([1]) .
وهذا هو المعنى الاصطلاحى اللغوى للتکرار ، أما ابن النقيب قد تکلم عن حقيقة التکرار ، فقال : " حقيقة التکرار أن يأتى المتکلم بلفظ ثم يعيده بعينه ، سواء کان اللفظ متفق المعنى أو مختلفا ، أو يأتى بمعنى ثم يعيده "([2]) .
وقد أشار عبد القاهر الجرجانى إلى أهمية الحذف والتکرار ، والإظهار والإضمار ، والفصل والوصل فى اللغة([3]) .أضاف ابن الأثير فى کتابه المثل السائر أن التکرار " هو دلالة اللفظ على المعنى مرددا "([4]) .
وتنبه النقاد المحدثون إلى هذه الظاهرة أيضا ، فيرى الدکتور صلاح فضل أن التکرار " يشير إلى الملمح التعبيرى البارز الذى يؤدى وظيفة دلالية تفوق مجرد دوره اللغوى ، ويقتضى هذا أن يکون للملمح نسبة ورود عالية فى النص تجعله يتميز عن نظائره فى المستوى والموقف، وأن يساعدنا رصده على فک شفرة النص وإدراک کيفية أدائه لدلالته "([5]) .
وعن أهمية أسلوب التکرار يقول الدکتور محمود سليمان ياقوت " التکرار واحد من الظواهر اللغوية التى نجدها فى الألفاظ والتراکيب والمعانى لتحقيق البلاغة فى التعبير ، والتأکيد للکلام ، والجمال فى الأداء اللغوى ، والدلالة على العناية بالشىء الذى کُرِّر فيه الکلام "([6]) .
وعن دور التکرار فى اللغة يرى الدکتور محمد عنانى أن التکرار يعتبر " وسيلة أساسية من وسائل الصنعة الفنية ، فبحور الشعر والنبر والإيقاع فى النظم وسائل تکرارية ، وقد امتد استعمال المصطلح إلى علوم اللغة أخيرا وإلى علم السرد "([7]) .
وعن أبعاد التکرار يقول مؤلفا معجم المصطلحات العربية فى اللغة والأدب " التکرار Repetition : الإتيان بعناصر متماثلة فى مواضع مختلفة من العمل الفنى ، والتکرار هو أساس الإيقاع بجميع صوره ، فنجده فى الموسيقى بطبيعة الحال ، کما نجده أساسا  لنظرية القافية فى الشعر

الكلمات الرئيسية