استخدام نموذج إديلسون للتعلم لتنمية المفاهيم العلمية و مهارات التفکير المستقبلي في الفيزياء لدي طلاب المرحلة الثانوية

يعد علم الفيزياء أحد فروع العلم الأساسية، بل ويعتبر أول مظاهر النشاط الذى اضطلع به البشر منذ فجر الحضارة حيث بدأت حياة الإنسان بالإدراک والتأمل في البيئة المحيطة، کما أنه يفسر الظواهر الکونية والبيئة المحيطة بالإنسان، ويقدم المفاهيم والقوانين والنظريات التي يمکن تطبيقها في الحياة اليومية والعملية مثل: استخدام الآلات والأجهزة التکنولوجية ومعلومات عن الفضاء والطيران والأسلحة النووية واستخدام أشعة الليزر ومعالجة بعض القضايا الاجتماعية الناتجة. (مصطفى عبد السميع وآخرون، ، 2012، 74).
ويواجه الطلبة صعوبات في فهم الفيزياء لعدة أسباب منها: ما يتصل بطبيعة الفيزياء التي تتسم بالصعوبة المتأصلة، وما يتصل بطبيعة الطالب من حيث انخفاض ملاءمتها لمستوى نموه الذهني، وضعف منهجيات التفکير الحاصلة لديه، وشيوع المفاهيم الخطأ عنده، وضعف الاستعداد والدافعية للتعلم، ومنها ما يتصل بالبيئة الخارجية للطالب المتمثلة بطرائق التدريس التي يسيطر عليها نمط الإلقاء والتلقين، والترکيز على المعالجات الرياضية دون الاهتمام بالمعالجات المفاهيمية، والمحتوى الذي يشمل معلومات غير مرتبة ترتيباً يساعد على التعلم النشط ذي المعنى. وقد أدى إلى تزايد نفور الطلبة من دراسة الفيزياء، وضعف تحصيلهم لها، وامتلاکهم لمعرفة فيزيائية مجزأة، وعدم القدرة على الاتجاه نحو اقتصاد المعرفة الذى يُبنى من خلال مجتمع المعرفة. (کوثر بلجون، 2011، 97)
وقد آن الأوان أن تبدأ المؤسسات التربوية في المجتمع بالاهتمام بتعلم التفکير ووضع برامجه في المراحل التعليمية المختلفة، وتخطيط المحتوى والأنشطة، والمواقف التعليمية في المواد الدراسية المختلفة وتقديمها للدارسين بحيث تنمى الأنواع المختلفة من التفکير، اللازمة لمواجهة المشکلات الحياتية في المستقبل والتلاؤم مع المتغيرات العالمية.