متطلبات تطوير أداء مديري مدراس التعليم الثانوي الفني بمحافظة الدقهلية " دراسة ميدانية "

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

       إنَّ التعليم الفني جزءًا أساسيًا من التعليم العام  فمن خلاله يتمکن المجتمع المعاصر من تنمية موارده البشرية تنمية تتفق مع متطلباته واحتياجاته على هيئة برامج مکثفة لتوفير العمالة الفنية المدربة على أسس تکنولوجية علمية وعملية ، وبناء على ذلک فقد تغير دور المدرسة الثانوية الفنية حيث أصبح من مهامها مواکبة التطور العلمي والتکنولوجي والعمل على تطوير المهارات القيادية الإدارية لدى قيادات مدارس التعليم الثانوي الفني من أجل تحسين العملية التعليمية بها وصولا لمخرجات تتناسب مع احتياجات سوق العمل.        والتعليم الفني في مصر هو أحد الأدوات الرئيسية لتحقيق برامج التنمية الشاملة ، حيث يسعى بنوعياته المختلفة إلى إعداد القوى العاملة الماهرة اللازمة لخدمة خطط التنمية الإقتصادية  والإجتماعية للدولة حيث يصب مباشرة في سوق العمل وتهدف منظومة التعليم الفني إلى تنمية القدرات الفنية لدى الدارسين في مجالات الصناعة ، والزراعة ، والتجارة ، والإدارة والخدمات السياحية ومتماشيًا مع توجه الدولة الذي انعکس في دستور 2014 ، حيث تنص المادة ( 20 ) على " تلتزم الدولة بتشجيع التعليم الفني والتقني والتدريب المهني وتطويره ، والتوسع في أنواع التعليم الفني کافة ، وفقًا لمعايير الجودة العالمية ، وبما يتناسب مع احتياجات سوق العمل " وهو ما يربط التعليم والتدريب بالتشغيل  ( وزارة التربية والتعليم  ، الخطة الإستراتيجية للتعليم الفني 2014-2030 ، 77 )             وتتطلب إدارة المدارس الثانوية الفنية من مديريها جهدًا إضافيًا لإيجاد مسارات خلاقة مبدعة ، من خلال التخطيط للأهداف ووضعها ، أو تحديد الإجراءات المناسبة للتنفيذ والمتابعة ويکون ذلک من خلال المشارکة والمناقشات واللقاءات المتنوعة والمختلفة ، داخل المدرسة وخارجها ، کل هذا يهدف إلى تحقيق أهداف مؤسسته التربوية التي يرأسها وتفويض الصلاحيات للعاملين معه في المدرسة ليشارکوا في المسئولية والقيام بأعباء المدرسة والإشراف عليها ، کي يکون هناک التزام بتنفيذ الأهداف ( الخواجا ، 2004 ، 22 ) .        وأظهرت دراسة ميدانية أن هناک مشکلات أو صعوبات تتعلق بإدارة التعليم الثانوي الفني في مقدمتها : قلة وجود معايير ثابتة لانتقاء أفضل العناصر القيادية ، وقلة الدورات التدريبية التي تعقد لهم ، والمرکزية الشديدة في اتخاذ القرار ، وغياب التخطيط الإداري المبني على أسس علمية سليمة لمدارس التعليم الفني ، وغياب الکوادر الفنية المتخصصة في الإدارة ، قلة التعاون بين التعليم الفني وکافة القطاعات الإنتاجية ، وقلة قيام تلک المؤسسات بتوجيه جزء من استثماراتها لتطوير التعليم الفني عامة والفندقي خاصة في تدريب طلابه ، بالإضافة إلى عدم قدرة الإدارة التعليمية على متابعة العملية التعليمية للتعليم الفني الفندقي ( حسانين ، 2007 ، 248 ).        إنَّ أي خلل من قبل مدير المدرسة الثانوية الصناعية في تأدية مسئوليته ومهامه يعد هدرًا له انعکاساته على کافة مستوى العاملين بالمدرسة من معلمين وإداريين ، وعلى طلاب المدرسة أيضًا  (عبد المقصود ، 2015 م ، 229 ) . کما أنَّ الإختيار غير الأمثل لمدراء المدارس الثانوية الفنية يعد من أهم مسببات فشل المدارس في تحقيق أهدافها التي وجدت من أجلها ( عبد المقصود ، 2015 م ، 230 ) . ولذلک فالقيادة الفعالة لها تأثير حاسم واستطاعة عالية لإحداث فارق متميز في المؤسسة التعليمية لما يتميز به هؤلاء القادة من سمات شخصية معينة تنمو بالخبرة أو يمکن امتلاکها وصقلها من خلال التدريب والمعرفة لمبادئ وأسس القيادة  الفعالة  ، فالقيادة الناجحة هي التي تعمل على تحقيق التوازن بين ما يريده أفراد المؤسسة التعليمية  الذين يعملون بها وبين ما يطمح إليه المجتمع المحلي منها ( الزهراني ، 2013 ، 25 ) .        ولأهمية دور القيادة المدرسية بمدارس التعليم الثانوي الفني وقدرتها على إحداث نقلة نوعية في تطوير الأداءات داخل المدرسة ،  واتساقًا مع معايير الجودة والإعتماد بالمجالين الرئيسين الأول القدرة المؤسسية والثاني الفاعلية التعليمية ،  واستنادًا إلى بطاقة الوصف الوظيفي للقيادة المدرسية طبقًا للقرار الوزاري 164 لسنة 2016 م  وأهمية مرحلة التعليم الثانوي الفني في اعداد کوادر فنية ماهرة  قادرة على المنافسة بالسوق المحلية والإقليمية والعالمية ، ومشارکة بإيجابية في تقدم ورقي الوطن ، يحاول البحث الحالي دراسة متطلبات تطوير مديري مدارس التعليم الثانوي الفني .   

الكلمات الرئيسية