بعض مشکلات تعميم مدارس الجمعيات التعاونية التعليمية في مصر وکيفية مواجهتها

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

يشهد العالم اليوم تسارعاً وتغييراً کبيرين في مجالات الحياة المختلفة، وانتشاراً متزايداً للتقدم العلمي والتکنولوجي، والثورة المعرفية ، والتحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، ووجود مجتمع عالمي يتصف بالشمولية في أنظمته التعليمية والمعرفية ، مما ترتب عليه الاهتمام بالمؤسسات التعليمية وقدرتها على تقديم المعلومات والمعارف وتجسيدها بطرق حيوية وفاعلة على تفکير وسلوک الإنسان . وهذه التحديات " تعيشها جميع المجتمعات ولکن بدرجات متفاوتة، والجميع بلا استثناء يعمل على مواجهة هذه التحديات والتعامل معها بشکل أو بآخر..وأکثر الدول نجاحا هي الدول التي استطاعت أن تجعل من التعليم قضية وطنية يتم التعامل معها على أعلى مستوى من مستويات صناعة القرار السياسي وبمشارکة جميع القطاعات والفئات الخاصة والحکومية " (الحر ، 2000 : 20 ).
       ومن ثم تزايدت المطالبات بضرورة إعادة هيکلة التعليم على نحو يضمن الجودة. وقد أثبتت تجارب الشعوب المتطورة أن النهوض بالتعليم لا يتحقق إلا بالمشارکة الکاملة من الجميع، فالتعليم عملية مشترکة بين الدولة والمجتمع، وبالتالي ينبغي ألا يقتصر تمويله على الجهات الحکومية، بل يتوجب أن يسهم جميع أفراد المجتمع المؤهلين والقادرين في عملية التنمية بشکل أو بآخر.( الحبيشى،2009،2 )
ولأن الاستثمار فى التعليم من أفضل أنواع الاستثمار ، يعتبر التعليم الأساسى فى دعائم الأمن القومى ، لذا رفعت القيادة السياسية شعار " التعليم صمام الأمن القومى " ولهذا فالاستثمار فى التعليم ليس قضية إنسانية فقط أو خيرية أو استهلاکية ، بل هو قضية أمة ، ومن ثم فمؤسسات التعليم هى مؤسسات إنتاجية يجب أن تکون لها الأولوية فى الدعم والانفاق والتمويل . ( غنايم،2004 ،  371)، ويصعب أن يؤدى التعليم دوره فى المجتمع ، من خلال إعداد مواطن صالح مثقف مؤهل بمهارات وقدرات وقيم وأخلاق قادر على الإسهام فى التنمية الشاملة للمجتمع ، فى ضوء الأوضاع الراهنة للتعليم فى مصر.
        وإذا کانت المدرسة باعتبارها المؤسسة التربوية الرسمية الأولى المنوطة بتکوين التلميذ ليحقق آمال مجتمعه ، قد نجحت إلى درجة کبيرة فى الماضى ، وذلک نتيجة للظروف المحيطة بها التى وفرت لها کل ما تحتاجه من موارد بشرية ومادية،  فإنها اليوم أصبحت فى حالة حرجة نتيجة لصعوبة مواجهتها وحدها للتغييرات العالمية والمحلية والتربوية المحيطة بها، ومن ثم أصبح من الضرورى على المجتمع بکل مؤسساته وأفراده أن يشارک المدرسة فى هذا العمل الذى أصبح يهم کل فرد فى المجتمع.

الكلمات الرئيسية