التميز المؤسسي للجامعات المصرية في ضوء النموذج الأوروبي EFQM""

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

المستخلص

يقاس تقدم الأمم ورقيها بمستوي تعلم أفرادها وخاصة الجامعي منه، فهو معقل الفکر الإنساني وقاطرة التقدم المعرفي، والعلمي في المجتمعات المعاصرة،  لذا تسعي الدول للاهتمام به لما له من دور رائد في التطوير، والإبداع، ولما لا وهو المسئول عن نقل وإنتاج المعارف العلمية والتکنولوجية وتطبيقها بحکم مهامه ووظائفه، وتسعي مؤسساته للتطوير، والارتقاء، والعمل کمرکز إشعاع، لخدمة المجتمعات من خلال الأبحاث والدراسات العلمية في کافة المجالات، والميادين وتسخير تلک النتائج لتطوير الأفراد، والمجتمعات لمواکبة رکب التقدم والعالمية.
      وتسعي الجامعات إلي تحقيق ميزة تنافسية من خلال تبوء خدماتها وانتاجيتها مکانة متميزة، وکذلک قدرتها علي جذب الطاقات البشرية من الهيئات القيادية والتدريسية والطلابية علي المستوي العالمي،([1]) کما وتقاس مؤشرات تقدمها في مدي قدرتها على مساعدة الخريجين في المنافسة محليًا وعالميًا للّحاق بأسواق العمل المتغيرة لأنها تُعد المسؤول عن تلک الأجيال المتعاقبة التي يلزم إعدادها إعدادًا جيدًا في کافة المجالات، والميادين تلک الأجيال التي تسعي لتلبية حاجاتها، وحاجات مجتمعاتها المحيطة وفقاً للمتغيرات المعاصرة من حولها .
      وهذا يقودنا نحو حتمية التغيير والتطوير والبحث عن الأساليب الحديثة في إدارة نظام مؤسسات التعليم الجامعي، وفق رؤية وسياسة واضحة تتسق مع الظروف البيئية المختلفة للمجتمع، حيث يمکن رفع کفاءة وفعالية هذا القطاع، وقدرته على تقديم مخرجات ذات قدرة معرفية، ومهارية، وسلوکية تستطيع فرض قدرتها التنافسية مع مثيلاتها في العالم أجمع.([2])
    لذا تسعي الدول إلي تحقيق تميزها المؤسسي من خلال تطبيق بعض نماذج التميز العالمية، والتي آتت ثمارها علي الصعيدين المحلي والعالمي، رغبًة منها أما في الحصول علي جوائز عالمية أو تحسين أداؤها المؤسسي، وذلک من خلال تمکين تلک المؤسسات، وتنمية إبداع وابتکار أفرادها، واستثمارها الأمثل للإمکانات المادية والبشرية، والتي تحتاج إلي دور قيادي وإداري فعال، باعتبارهما مدخلان لصناعة السياسات، وتنفيذ البرامج التعليمية، مما يؤثر علي مخرجات المؤسسة الجامعية ومدي جودتها، وتحقيق أهدافها، وبالتالي يؤثر علي تصنيفها محليًا وعالميًا.
     ويُعد النموذج الأوروبي *EFQM للتميز المؤسسي واحدًا من أهم النماذج العالمية، لما له من أثر کبير في تميز المؤسسات عامًة، ومؤسسات التعليم الجامعي خاصًة، ولذلک اهتم البحث بتناوله، محاولًا الاقتداء ببعض جوانبه المضيئة، والاستفادة منه للوصول إلي متطلبات لتحقيق التميز المؤسسي في الجامعات المصرية.
 



 

التميز المؤسسي - الجامعات المصرية - EFQM