تخطيط الموارد البشرية مدخل لتحقيق التميز المؤسسى بجامعة المنصورة

نوع المستند : مقالات أدبیة وتربویة

المؤلف

جامعة المنصورة - کلية التربية -قسم اصول التربية

المستخلص

يُعد المورد البشرى المحرک الأساسى لنهضة المجتمعات وأداة الحضارةِ وعمادها، وأساس النشاط الإنتاجى والتکوين الاقتصادى؛ فالمورد البشرى على مر العصور من الموارد الثمينة والضرورية والتى لا يمکن الاستغناء عنها بالمؤسسات على اختلاف أنواعها وأشکالها وبخاصة التعليمية منها. فمن يعتقد أن تقدم الحضارة الغربية وتطورها جاء بفعل التکنولوجيا وحدها فهو مجاف للحقيقة؛ لأن التکنولوجيا لا تنشأ من فراغ بل تحتاج إلى إنسان ليصنعها ويستخدمها؛ فالتقدم الذى بلغته الدول الغربية جاء نتيجة لاهتمامها بالمورد البشرى والاستثمار فيه وتوفير الظروف الملائمة التى تساعده على الابتکار والإبداع والإنتاج.
فالمورد البشرى فى أى مؤسسة على مختلف المستويات الإدارية هو الأساس الذى تستند إليه فى تحقيق أهدافها، کما أنه المصدر الحقيقى لتحقيق القدرات التنافسية واستمرارها. ولقد تزايد الاهتمام بالمورد البشرى يومًا بعد يوم؛ لأن الموارد الأخرى للتنافس مثل التکنولوجيا، والاعتماد على مصادر التمويل الأقل تکلفة وغيرها بدأت تفقد ميزتها من خلال انتشارها، فلم يعد لها التأثير نفسه الذى کانت تتمتع به فى الماضى (Cowling & Mailer, 2006, 27).
کما يُعد المورد البشرى المحرک الأول لعملية التنمية وهو المستفيد الأساسى منها، الأمر الذى يتطلب الاستثمار الأمثل لکافة الطاقات البشرية، حيث إن النهضة أوالتنمية لن تتأتى إلا بالرفع من کفاءة الکوادر البشرية، وعليه فإن مشاريع التعليم لا تُعد مشاريع استهلاکية؛ بل هى من صميم العمليات الإنتاجية، لأنها تستهدف بناء البشر قبل الحجر(عبد العال، 2011، 17).
ولا تستطيع الموارد البشرية أن تقوم بدورها إلا فى ظل وجود إدارة جامعية واعية تعرف کيف توظف المورد البشرى الکفء وتحافظ عليه، وتعمل على زيادة کفاءته وفعاليته باعتماد سياسات إدارية جديدة فى اجتذاب الکفاءات البشرية، والحفاظ عليها وتحفيزها وتطويرها (عرجاش، 2009، 3)، فأصبحت الإدارة الجامعية الحديثة على اقتناع تام بأنه إذا کان نجاح الجامعة وفعاليتها واجتيازها مراحل النمو المختلفة أمراً مرهوناً بتحقيق أهدافها، فإن مواردها البشرية هى الوسيلة الأساسية لتحقيق هذه الأهداف(عبد الوهاب، 2008، 23).
ولکون الجامعات هى الأداة التى تُسهم فى عملية الإصلاح والتطور الاجتماعى، فيقع على عاتقها مسئولية تهيئة الکفاءات المهنية، والارتقاء بالمناخ الأکاديمى، ودفع الکفاءات العلمية إلى درجات الإبداع والإتقان والکشف والابتکار، وتحويل عمليات البحث العلمى والتطور التقنى إلى مخترعات تلامس واقع المجتمع، ويکون لها دور فعال فى تعزيز الاقتصاد الوطنى بالشراکة مع القطاعات الأخرى فى المجتمع (خوج، 2012، 102؛ صائغ، 2011، 15).  

الكلمات الرئيسية